تعرف المنطقة الممتدة بين دول المغرب الكبير و الدول الافريقة المتاخمة لها , حالة صراعات مسلحة و توترات مند عقود بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها شعوب المنطقة . و المعارك الدامية لحركات التحرر الطوارقية الممثلة لها مع القوات الحكومية لكل من مالي والنيجر .

و رغم المحاولات المتكررة للم الملف و التوصل إلى اتفاقات بين الطرفين . إلا أن تهرب الحكومتين و عدم تطبيقها لبنود الاتفاق , و اختلاف مطالب الحركات المتمردة جعل الصراع يراوح مكانه , إضافة إلى التدخل الأجنبي بالمنطقة خاصة الأمريكي و الفرنسي , فالتواجد الأمريكي و ترسانته العسكرية بالمنطقة تعزز في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب حيت قامت هده الأخيرة بالإشراف على تدريب القوات المسلحة لبعض دول المنطقة و استعمالها بشكل يخدم سياستها التوسعية ,
طوارق مالي
بعد نشوب الصراع بين المتمردين و القوات الحكومية المالية و رغم اتفاقات السلام التي وقعت من طرفهم سرعان ما تتجدد الاشتباكات , مما أدى بحكومة مالي إلى توجيه نداء استغاثة للمجتمع الدولي , معتبرة هده الحركات أنها إرهابية و أن المتمردون هم قطاع طرق و مهربون , و أنها ضحية تمرد إرهابي , نداء جاء على إثره التدخل الأمريكي بالمنطقة. الذي تصدى له ثوار الطوارق . و دفعهم لإطلاق النار على طائرة عسكرية تابعة لها . و من أهم المجموعات النشطة بمنطقة طوارق مالي مجموعة باهانغا المسلحة و التي يؤكد زعيمها أن حركته هي استمرار الحركة الطوارقية السابقة المعروفة باسم "التحالف الديمقراطي من اجل العدالة" .
طوارق النيجر
يتألف جل المقاتلين فيها حول نواة من الجنود الطوارق الذين فروا و التحقوا بالجبال بعدما ثم دمجهم ضمن الجيش النظامي النيجيري تنفيذا لاتفاق 1995 الموقع بين الطرفين , و يهدد هؤلاء الثوار الحكومة النيجيرية بضرب المواقع التي تنشط فيها الشركات الأجنبية العاملة في مناطقهم الغنية بالمعادن و خاصة اليورانيوم و هو ما جعل الحكومة تفكر جديا في حل الأزمة و القبول بوساطة دول الجوار خاصة و أن قضية الطوارق تشمل منطقة واسعة و تهم العديد من الدول التي تتوزع بينها الطوارق كالتشاد و ليبيا و الجزائر و موريتانيا
و ما أثار اهتمام المتتبعين و المراقبين هو تزامن تحرك هذه الحركات في كل من مالي و النيجر و ما لا يدع للشك بالنسبة لهم , كون آن هناك تنسيق ثنائي بين الطرفين تتحكم فيه الظرفية الدولية و الأهداف المشتركة بينها خاصة الدفاع عن هويتها الامازيغية اتجاه كل أشكال التهميش و الإقصاء و التصفية